حقيقى مش عارفة اكتب ريفيو ازاى عن الكتاب ده.. مش عارفة ابتدى منين و لا اقول ايه بس مقتنعة انى لازم اكتب..

احنا فى 2014.. داخلين على 3 سنين من عمر الثورة السورية.. 3 سنين قادرة على تغيير الكثير من الافكار و المبادىء.. 3 سنين كفيلة انك تكفر بكل شىء آمنت بيه قبل كده.. 3 سنين من العذاب تخليك تتساءل عن جدوى كل ده.. و اذا كان الموضوع يستاهل .. و اذا عاد الزمن للوراء بالسوريين كانوا قاموا بالثورة و لا لأ.. 3 سنين تخللى اطراف تانية تدخل المعادلة عشان تعقدها.. 3 سنين من التنظير و الحروب الالكترونية على تويتر و فايسبوك و فيه شعب بيموت.. 3 سنين من قادة و "زعماء" ورؤساء بيؤكدوا ان الشعب السورى الوحيد اللى من حقه تقرير مصيره لكن كلهم بيمولوا و يؤيدوا و يدعموا طرف من الاطراف عشان يقرروا مصير سوريا و السوريين..

بتكلم من واقع انى مصرية بعد مرور 3 سنين على الثورة فى مصر و مريت بكل ده.. لكن هيهات بين اللى بيحصل فى مصر و بين اللى بيحصل فى سوريا.. وان كان وجع القلب و اللخبطة فى مصر قيراط.. فهو 24 قيراط فى سوريا..

اكتب من بيتى فى القاهرة و افكر فى سوريا و حالها... افكر فى اهلها الموجودين لسه فيها وبيعانوا من الحصار و القصف و التجويع و المجازر.. وافكر فى اهلها اللى اضطروا انهم يسيبوها و يعيشوا لاجئين فى دول مختلفة.. يعانوا من الاضطهاد فى دولة زى مصر -ام الدنيا- او يعانوا من العوز و البرد و الحاجة والاضهاد برضه فى مخيمات اللاجئين السوريين فى الاردن و لبنان و والعراق و تركيا..

افكر فى اللعبة الدولية فى سوريا.. فى الاطراف اللى بتلعب فيها.. فى امريكا و السعودية و روسيا و الصين و ايران و القاعدة و حزب الله .. افكر فى سوريا "الممانعة" .. افكر فى سوريا اللى عايزين يحيدوها زى العراق.. افكر و افكر و افكر و اتعب من مجرد التفكير.. وانا مش عايشة ولا بمر باللى السوريين بيمروا بيه..

بالخلاص يا سوريا..

مصطفى خليفة ييجى بكتابه عن معاناة صديق له فى سجون حافظ الاسد عشان يفكرنا ان نظام الاسد(اب وابن) نظام مجرم , ومش محتاج اسباب عشان يبرر اجرامه,ومفيش مبرر اصلا لكل الاجرام ده, نظام عمل مؤسسات اجرامية بتتنافس فيما بينها على تعذيب و اذلال السوريين ..

بدأت اقرأ الكتاب بالتزامن مع ظهور صور حوالى 11 الف معتقل سورى اتعذبوا للموت فى سجون الاسد
, بالاضافة لمشاهدة وثائقى عن مجزرة حماة سنة 1982 اللى مات فيها من 10 الى 20 الف سورى اغلبيتهم مدنيين بعد ما قام الجيش العربى السورى "الممانع" بتطويق المدينة و قصفها ودكها حيث ان فيه قرى اتساوت بالارض تماما .. ما اشبه الليلة بالبارحة

تقرا و تشوف كل ده و ما تستغرب ابدا ان السوريين قاموا بثورة..

المعتقلات و السجون اماكن بائسة و منسية, الاف الحكايات المحزنة لاشخاص انتهت حياتهم تماما بدخول المعتقل, حتى القلة اللى بيطلعوا من السجن قبل ما يموتوا من التعذيب او الاعدام او موتة ربنا , حتى الناس دى بتطلع من السجن حياتهم منتهية, قدر الكاتب -او صديقه صاحب المآساة بمعنى اصح -انه يوصف ازاى حياته انتهت حتى بعد خروجة من السجن -وهو كان اكتر من سجن و معتقل اضطر يعدّى عليهم قبل ما اخيرا يتم الافراج عنه باجباره على كتابة رسالة شكر و عرفان للسيد رئيس الدولة-

ازاى الواحد يقيّم كتاب كده؟ مفيش كلام ممكن يوفى حقه

التفاصيل البشعة لاساليب و طرق التعذيب فى سجون الاسد.. التجويع,الاذلال و التنكيل بيهم .. شىء فوق طاقة البشر..

كتاب لازم يتقرى.. لازم..

يلعن روحك يا حافظ.. يلعن روحك يا بشار.. ( )