مَثلُ الذين يقرؤون القرآنَ وهم لا يعلمونَ تفسيره، كمثل قومٍ جاءهم كتابٌ من ملِكهم ليلاً، وليس عندهم مصباح؛ فتداخلتهم روعةٌ ولا يدرون ما في الكتاب!
ومَثلُ الذي يعرفُ التفسير، كمثل رجلٍ جاءهم بالمصباح، وقرؤوا ما في الكتاب.

هكذا قال إياس بن معاوية رحمه الله. وعلى تنوع كتب التفسير وتنوع مناهجها وطرائقها، لم أجد أروح لقلبي وأنفع لديني ودنياي، من التفاسير التي تذكر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلام أصحابه وأصحابهم

ثم إن هذا العصر، عصر الآراء الجديدة أو المبعوثة من قبور قديمة، والمنتسبة للقرآن زوراً وضلالاً، ومما يعصمك في هذا الجانب - بعد توفيق الله - أن تتعلم تفسير القرآن من مصادره الصحيحة، فتقرأ كتاباً أو اثنين أو ثلاثة؛ حتى ترسخ في ذهنك معاني القرآن، وتفهم أسلوبه وطريقته

وتفسير الإمام ابن كثير - المفسر المحدث المؤرخ - من أجلّ كتب التفسير على الإطلاق، وأحسنها منهجاً وطريقاً، إذ يفسر القرآن بالقرآن وبكلام الرسول صلى الله عليه وسلم وكلام أصحابه والتابعين، مع تمحيص وتدقيق للروايات، مع سلامته من الإسرائيليات المذمومة والواهية

وهذا الكتاب هو المختصر الأفضل لذلك الكتاب الجليل، وقد قرأته بطبعة المكتبة الإسلامية ذات المجلد الواحد في شهر رمضان، ويمكن قراءته في شهر واحد أو أقل من ذلك والحمد لله ( )